بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
سهيل المصري | ||||
جنة الرحمن | ||||
egyptian voice | ||||
د/أحمد غنيم | ||||
استشهادية | ||||
bancy | ||||
أفنان الجنة | ||||
الطير المهاجر | ||||
رجاا | ||||
elhazen |
هل المفاوضات هى الحل الوحيد للقضيه
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل المفاوضات هى الحل الوحيد للقضيه
[b]هذا السؤال جعلنى احتار كثيرا كل يوم نسمع عن مفاوضات بين الاخوه الفلسطنين واليهود واتفاقيات لاتنفذها هذه السرطان الموجود فى جسدنا الاسلامى وان المفاوضات لاتجدى اصلا فهى مجرد كلمات وعبرات وابتسامات بين قاده خونه من جانبنا ومن هم يكرهون كل ماهو اسلامى هلا نفيق ونتعلم من اخطائنا ان اسرائيل سرطان لابد ان يبتر من الجسد الاسلامى لهذا اقولها لن تتراجع اسرائيل الا بعد قتل الالاف من فلذات اكبادها واقول انهم لايؤمنون الا بلغه واحده هى لغه القتل والتصفيه فلم الصمت وكثره الثرثره ومن وجهه نظرى ان المفاوضات لاتجدى بل القتال هو الحل الوحيد للقضيه الفلسطنيه [/b
رد: هل المفاوضات هى الحل الوحيد للقضيه
أخي المسلم أن الله تعالى طلب من كلِّ مسلم أن يقاتل الكفار المحاربين بكلِّ ما يملك من عتاد وقوَّة.
قال تعالى: { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ } [الحج: 78].
وقال: { وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً } [التوبة: 36]
وقال: { فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ } [البقرة: 191]
وقال: { فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ } [التوبة: 12]
وقال تعالى: { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [الأنفال: 60]
وقال تعالى: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 24].
فالجهاد إذاً لا يسقُط عن المسلم القادر بما يستطيع، ومنه كان الجهادُ المطلوبُ منك أخي المسلم مع اليهود اليوم مهماً جداً؛ كما لا تحسبه مقتصراً على القتال في ساحات المعركة؛ كلاًّ!؛ بل هو فوق هذا، فمنه جهاد البنان، وجهاد اللسان، وجهاد المال، كما أنه اليوم جهاد المقاطعة!.
شُبْهةٌ، ورَدُّها:
ولا تقلْ أخي المسلم بعد هذا ماذا يا ترى الذي أُقاطعه من المنتجات اليهودية والأمريكية، وأنا واحدٌ لا أثَرَ لمقاطعتي في أشياء صغيرة كشراء قارورة " بيبسي" مثلاً، أو غيرها من الأشياء التي لا تفعلُ في ميزان المقاطعة شيئاً؟!.
أقول أخي المسلم أنت بهذا قد فعلت أمراً عظيماً، وجهاداً كبيراً وذلك حين تعلم ما يلي:
1ـ أنك ساهمت في الجهاد الإسلامي ضد اليهود ومن عاونهم، وكسبتَ أجر الجهاد فلكأنك قد جاهدتَ، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « إنَّ الله ليُدخِلُ بالسهم الواحدِ ثلاثةً الجنَّةَ: صانِعهُ، يحتسِبُ في صنعتِه الخيرَ والرَّامي به، والمُمِدَّ به ...» أحمد، وابن ماجه ( ).
وقال صلى الله عليه وسلم:« جاهدوا المشركين بأموالِكم، وأنفسِكم، وألْسِنتِكم »( ).
فأنت أخي المسلم عليك نفسَك وخاصةَ أهلِك، لذا عليك الجهاد قدر استطاعتك كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [المائدة: 105].
وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم: 6].
كما لا تنسَ أن جهنم التي استعاذ منها الأولون والآخرون من الأنبياء والمرسلين وسائر المؤمنين!، يستطيع الواحد من المسلمين أن يتَّقيها بالقليل!، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « اتقوا النارَ ولو بشقِّ تمرةٍ، فإن لم تجدوا فبِكلمةٍ طيبةٍ » متفق عليه( ).
فهذا الحديث دليلٌ على أنَّ شِقَّ التمرةِ الواحدةِ يمنع صاحبها النَّارَ!، فكيف إذَنْ من يتَّقيها بعشر تمرات قيمتها ذلكم " الريال " الذي يقاطع به قارورة "بيبسي" !.
2ـ أخي إنك بريالك هذا تُعينُ أعداءَ الدِّين على قتل إخوانك من المسلمين!، كما يقول تعالى: { وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [المائدة: 2].
3ـ لا تنظر أخي المسلم إلى ريالك بعين قاصرةٍ، وحكمٍ ضيقٍ؛ يوم تعلم أنَّ ريالَك سوف يَنْضَمُّ مع ريالِ غيرك من المسلمين وهكذا.
وعند حساباتنا التقريبية ستعلم أخي أنك مجاهدٌ كبيرٌ يوم شاركت المسلمين بمقاطعتك قارورة "بيبسي"، فمثلاً لو قدَّرنا أن خمسمائة مليون مسلم من المليار؛ سوف يقاطعون قارورة "بيبسي" !، فإذا حسبنا هذه الأموال خلال سنة سيكون العدد كبير جداً.
نوضحه بما يلي: ( 500000000 × 30 × 12= 180000000000 ) ريال، أي : مائة وثمانون مليار ريال!!.
أخي هذه مقاطعةٌ بريالٍ واحدٍ لقارورة "بيبسي" فقط، فكيف بك إذا اجتهدت في مقاطعة الكثير من منتجات اليهود ومن عاونهم لا سيما الأمريكية منها؟!.
بَشَاِئر: هناك بعض البشارات التي تُشير بأن المقاطعة الإسلامية للمنتجات اليهودية والأمريكية قد أتت أُكلها ونجحت: فقد نشرت بعض الصحف: أن المقاطعة العربية ألحقت باليهود خسارة ( 48 ) مليار منذ قامت المقاطعة!.
كما نشرت جريدة " الحياة " ( 28/شعبان/1421هـ ): أن خسائر شركات التكنولوجية اليهودية في الولايات المتحدة بلغت منذ بداية المقاطعة ( 20 ) مليار دولار!.
كما أكدت بعض المصادر أن بعض الشركات اليهودية والأمريكية قد انخفضت مبيعاتها في مصر إلى ( 80% )!، - لله درُّك يا مصر -.
وقبل هذا؛ أحببنا نذكر فتوى مهمةً في وجوب مقاطعة منتجات اليهود وأمريكة وغيرهم ممَّن لهم يدٌ في مساندة اليهود:
وهي لفضيلة شيخنا العلامة عبد الله بن جبرين حفظه الله:
نصُّ السؤال: لا يخفى عليكم ما يتعرض له إخواننا الفلسطينيين في الأرض المقدسة من قتل واضطهاد من قبل العدو الصهيوني، ولا شك أن اليهود لم يمتلكوا ما امتلكوا من سلاح وعدة إلا بموازرة من الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا، والمسلم حينما يرى ما يتعرض له إخواننا لا يجد سبيلاً لنصرة إخوانه وخذلان أعدائهم إلا بالدعاء للمسلمين بالنصر والتمكين، وعلى الأعداء بالذلة والهزيمة، ويرى بعض الغيورين أنه ينبغي لنصرة المسلمين أن تقاطع منتجات إسرائيل وأمريكا، فهل يؤجر المسلم إذا قاطع تلك المنتجات بنية العداء للكافرين وإضعاف اقتصادهم؟
وما هو توجيهكم حفظكم الله.
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... وبعد:
يجب على المسلمين عموماً التعاون على البر والتقوى ومساعدة المسلمين في كل مكان بما يكفل لهم ظهورهم وتمكنهم في البلاد وإظهار شعائر الدين وعملهم بتعاليم الإسلام وتطبيقه للأحكام الدينية وإقامة الحدود والعمل بتعاليم الدين وبما يكون سبباً في نصرهم على القوم الكافرين من اليهود والنصارى، فيبذل جهده في جهاد أعداء الله بكل ما يستطيعه؛ فقد ورد في الحديث: « جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم »
فيجب على المسلمين مساعدة المجاهدين بكل ما يستطيعونه من القدرة، وعليهم أيضاً أن يفعلوا كلَّ ما فيه إضعافٌ للكفار أعداء الدين، فلا يستعملونهم كعمال للأجرة كتَّاباً أو حُساباً أو مهندسين أو خُداماً بأي نوع من الخدمة التي فيها إقرار لهم وتمكين لهم بحيث يكتسحون أموال المؤمنين ويُعادون بها المسلمين، وهكذا أيضاً على المسلمين أن يُقاطعوا جميع الكفار بترك التعامل معهم وبترك شراء منتجاتهم سواء كانت نافعة كالسيارات والملابس وغيرها أو ضارة كالدخان بنيَّة العداء للكفار وإضعاف قوتهم وترك ترويج بضائعهم، ففي ذلك إضعاف لاقتصادهم مما يكون سبباً في ذُلهم وإهانتهم، والله أعلم. قاله وأملاه:
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
27/7/1421هـ
ويقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله -: " فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبْيَنَ من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ".
وما أجمل تلك العبارة التي سطرها أبو الوفاء بن عقيل - رحمه الله - قائلا: " إذا أردت أن تعرف محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، وإنما انظر إلى مواطئتهم أعداء الشريعة، عاش ابن الرَّاوندي والمعرِّي عليهم لعائن الله ينظمون وينثرون كفرا ... وعاشوا سنين، وعظمت قبورهم، واشتريت مصنفاتهم، وهذا يدل على برود الدين في القلب ".
فإذا تقرَّر ذلك أخي المسلم الكريم كان لنا أن نوقفك على بعض المنتجات اليهودية والأمريكية وغيرها من الدول التي تعين يهود!؛ كي تستبنَ لك طريق المجرمين.
لا شكَّ أنَّ الشركات والمنتجات اليهودية والأمريكية كثيرةٌ جداً؛ لا يحصيها عادٌّ، ولا يسعُها كتابٌ؛ بل لا أبالغ لو قُلتُ أنَّ أحداً من الناس لو أراد أن يقيِّدَ كلَّ سلعةٍ يهودية، أو أمريكية لخرج بمجلَّدات ضخمة!، لأجل هذا وذاك؛ كان من المناسب أن نذكرَ ضابطاً يجمعُ لنا كلَّ سلعةٍ يهودية، أو أمريكية، اختصاراً للوقت، وحفظاً للبحث.
فأقول: إنَّ كلَّ سلعةٍ يهوديةٍ، أو أمريكيةٍ يجب مقاطعتها ، ويدلُّك على هذا ما يلي:
1ـ إذا كان مكتوبٌ عليها: " صُنعُ أمريكة "، أو: USA.
2ـ إذا كانت هذه السلعة مبدوءةٌ بمجموعة أرقام تأتي تحت شكل أعمدة، الرقمُ الأول منها يرمزُ إلى الدولة، فرقم أمريكة هو ( 0 )، ورقم بريطانية هو ( )، ورقم فرنسا هو (3)، وهكذا.
ـ قد يرد سؤال بأنه إذا لم أجد بديل للمنتج الأمريكي فما الحلُّ؟.
الجواب: عليك حينئذٍ استخدامه في أضيق الحدود، مع السعي الدؤوب لإيجاد البديل، والتجربة اليابانية خير شاهد للعيان في هذا المجال، كما لنا أن نعْتَبِرَ أيضاً أنَّ المُنتجَ الذي نودُّ مقاطعته مُنتجاً قد انتهت صلاحيته؛ وَلْيَكُن!.
الحَلُّ السَّابعُ: التبرعات المالية، وهذا لا شك أنه من الحلول المهمة؛ كيف لا؛ والله تعالى أمرنا بالإنفاق في سبيله في غير آية؛ بل قدَّمه تعالى على النفسِ في سبعِ مواضعَ من القرآن، وفي هذا دليلٌ على أهمية الإنفاق بالمال في سبيل الله تعالى.
فإذا كان الإنفاقُ في سبيل الله تعالى بهذه الدرجةِ الكبيرة من الأهمية؛ إلاَّ أنَّه أصبح هذه الأيام – للأسف – من الأمورِ التي تحتاجُ إلى تأملٍ، وتريُّثٍ!؛ كلُّ هذا إذا علمنا أن كثيراً من الذين يُنادون بجمع التبرعات جهاتٌ مشبوهةٌ ليسوا محلاً للأمانة، ولا أهلاً لهذا !، فكان الواجبُ علينا أن نَتمهَّل في هذه المسألة رويداً.
لذا؛ أرى من الواجب على المسلمين أن يجتهدوا في البحث عن الأيدي الأمينة التي تأخذ أموالهم، والجهاتِ المرضيةِ التي تجمع تبرعاِتهم؛ لأنَّ كثيراً من هذه الجهاتِ تعتبرُ مؤسَّساتٌ سياسيةٌ انتهازيةٌ!؛ تَعرِفُ كيف تحرِّك مشاعرَ المسلمين في الأوقات العصيبة، وكيف تثيرُ جُودَهم وكرمَهم؛ حتى إذا حازت على تلكم الأموال قامت بوضعها في مصالحها السياسية!!.
الحَلُّ الثَّامنُ: وهذا الحلُّ يُعتبرُ الميزانُ الذي نَزِنُ به جميعَ الحلول التي مضت آنفا؛ لأن أغلبَ الحلولِ المذكورةِ لا يستطيع النَّفرُ القليلُ منَّا أن يقوموا بها، فكان لا بدَّ إذاً من مرجعيةٍ ذاتِ ثقةٍ نستطيع من خلالها أن ننطلقَ في توظيفِ هذه الحلول على أرض الواقع.
لذا؛ كان من الواجب على المسلمين هذه الأيام أن يقفوا قليلاً مع أنفسهم، وأن يُراجعوا حساباتِهم يوم زادت بينهم الشُّقَّة، وكَثُر الخلاف فيهم، وذهبت ريحُهم؛ حتى لم يَعُدْ لهم بين أعدائهم هيبةٌ، ولا قوَّةٌ!، فمن هنا كان يجبُ علينا جميعاً أن تجتمع كلمتُنا، وأن تتوحَّد صفوفُنا، وأن يكن لنا مرجعيةٌ علميةٌ أمينةٌ.
في حين أننا لا نشكُّ طرفة عين؛ أنَّ جهوداً كبيرةً، وأموالاً كثيرةً قد بُذِلت وقُدِّمت على أرض الواقع من أبناء المسلمين؛ إلاَّ أنها لم تُؤتِ أُكُلُها كما ينبغي لها!؛ كلُّ هذا لمَّا غابت بيننا المرجعيةُ العلميةُ الأمينةُ!، هذا إذا علمنا أنَّ الواقعَ هذه الأيام يحتاج إلى ترتيبٍ، وتنظيرٍ، وتنظيمٍ للجهود والأفكار؛ حتى نكون بعدئذٍ قوةً رهيبةً نستطيع أن نقابلَ بها أعداءَنا الذين ما بلغوا منَّا هذا الشَّر والعداء إلاَّ يوم آمَنُوا بأهميَّةِ تنظيم الجهود، وتنصيبِ مرجعيةٍ لها هيبتُها بينهم!.
فكان علينا بعد هذا أن نَلْتفَّ حول علمائنا؛ لا سيما الذين رُزقوا علماً في الشريعةِ، وفَهماً للواقع ممَّن شهد الواقع بصدقهم، وبلائهم في الدِّين، وأن لا نقطع أمراً دونهم؛ لا لشيء!؛ ولكن توحيداً للجهود، وتنظيماً للأدوار.
الحَلُّ التَّاسِعُ: وهو من أوسعها؛ بل إخالك تحسبه من تتمَّةِ الرسالةِ، وواجبها على قارئها، وذلك بفتح الباب على مِصْراعَيْه لكلِّ مسلمٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجتهدَ في طرحِ ووضعِ الحلولِ الإسلامية التي يراها مناسبةً للخروج بالأمة الإسلامية عامةً، وفلسطين خاصةً من هذه الأزمات، والنكبات، والضعف، والهوان، والجهل؛ كلُّ هذا إبراءً للذِّمةِ ومعذرةً إلى الله تعالى.
لأجل هذا كان من الواجب على من قرأ هذه الرسالة أن يُراعي ما يلي:
ـ أن يسعى حثيثاً في البحث عن الحلول الشرعية المناسبة التي يراها تخدم الأمة الإسلامية، والانصراف عن تلكم الاستنكارات السياسية، والتحليلات الإخبارية المُغْرِقَة.
ـ وبعد بحثه عن الحلول الشرعية التي يراها مُنَاسبةَ؛ يجب عليه بعدئذٍ أن يعرضها على أهلِ العلمِ لإبداء رأيهم فيها؛ حتى لا نَقَعَ في خطأٍ شرعي من حيثُ لا ندري؛ فعندها – لا سمح الله - ستحتاجُ حلولُنا إلى حلولٍ وهكذا!.
ـ أن يُبلِّغ ما يراهُ حقاً من هذه الرسالة إلى من يراه من المسلمين؛ وأخص منهم العلماء، وطلبة العلم.
والحمدُ لله رَبِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على عبدِه ورسولِه الأمين
صيد الفوائد
قال تعالى: { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ } [الحج: 78].
وقال: { وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً } [التوبة: 36]
وقال: { فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ } [البقرة: 191]
وقال: { فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ } [التوبة: 12]
وقال تعالى: { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [الأنفال: 60]
وقال تعالى: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 24].
فالجهاد إذاً لا يسقُط عن المسلم القادر بما يستطيع، ومنه كان الجهادُ المطلوبُ منك أخي المسلم مع اليهود اليوم مهماً جداً؛ كما لا تحسبه مقتصراً على القتال في ساحات المعركة؛ كلاًّ!؛ بل هو فوق هذا، فمنه جهاد البنان، وجهاد اللسان، وجهاد المال، كما أنه اليوم جهاد المقاطعة!.
شُبْهةٌ، ورَدُّها:
ولا تقلْ أخي المسلم بعد هذا ماذا يا ترى الذي أُقاطعه من المنتجات اليهودية والأمريكية، وأنا واحدٌ لا أثَرَ لمقاطعتي في أشياء صغيرة كشراء قارورة " بيبسي" مثلاً، أو غيرها من الأشياء التي لا تفعلُ في ميزان المقاطعة شيئاً؟!.
أقول أخي المسلم أنت بهذا قد فعلت أمراً عظيماً، وجهاداً كبيراً وذلك حين تعلم ما يلي:
1ـ أنك ساهمت في الجهاد الإسلامي ضد اليهود ومن عاونهم، وكسبتَ أجر الجهاد فلكأنك قد جاهدتَ، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « إنَّ الله ليُدخِلُ بالسهم الواحدِ ثلاثةً الجنَّةَ: صانِعهُ، يحتسِبُ في صنعتِه الخيرَ والرَّامي به، والمُمِدَّ به ...» أحمد، وابن ماجه ( ).
وقال صلى الله عليه وسلم:« جاهدوا المشركين بأموالِكم، وأنفسِكم، وألْسِنتِكم »( ).
فأنت أخي المسلم عليك نفسَك وخاصةَ أهلِك، لذا عليك الجهاد قدر استطاعتك كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [المائدة: 105].
وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم: 6].
كما لا تنسَ أن جهنم التي استعاذ منها الأولون والآخرون من الأنبياء والمرسلين وسائر المؤمنين!، يستطيع الواحد من المسلمين أن يتَّقيها بالقليل!، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « اتقوا النارَ ولو بشقِّ تمرةٍ، فإن لم تجدوا فبِكلمةٍ طيبةٍ » متفق عليه( ).
فهذا الحديث دليلٌ على أنَّ شِقَّ التمرةِ الواحدةِ يمنع صاحبها النَّارَ!، فكيف إذَنْ من يتَّقيها بعشر تمرات قيمتها ذلكم " الريال " الذي يقاطع به قارورة "بيبسي" !.
2ـ أخي إنك بريالك هذا تُعينُ أعداءَ الدِّين على قتل إخوانك من المسلمين!، كما يقول تعالى: { وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [المائدة: 2].
3ـ لا تنظر أخي المسلم إلى ريالك بعين قاصرةٍ، وحكمٍ ضيقٍ؛ يوم تعلم أنَّ ريالَك سوف يَنْضَمُّ مع ريالِ غيرك من المسلمين وهكذا.
وعند حساباتنا التقريبية ستعلم أخي أنك مجاهدٌ كبيرٌ يوم شاركت المسلمين بمقاطعتك قارورة "بيبسي"، فمثلاً لو قدَّرنا أن خمسمائة مليون مسلم من المليار؛ سوف يقاطعون قارورة "بيبسي" !، فإذا حسبنا هذه الأموال خلال سنة سيكون العدد كبير جداً.
نوضحه بما يلي: ( 500000000 × 30 × 12= 180000000000 ) ريال، أي : مائة وثمانون مليار ريال!!.
أخي هذه مقاطعةٌ بريالٍ واحدٍ لقارورة "بيبسي" فقط، فكيف بك إذا اجتهدت في مقاطعة الكثير من منتجات اليهود ومن عاونهم لا سيما الأمريكية منها؟!.
بَشَاِئر: هناك بعض البشارات التي تُشير بأن المقاطعة الإسلامية للمنتجات اليهودية والأمريكية قد أتت أُكلها ونجحت: فقد نشرت بعض الصحف: أن المقاطعة العربية ألحقت باليهود خسارة ( 48 ) مليار منذ قامت المقاطعة!.
كما نشرت جريدة " الحياة " ( 28/شعبان/1421هـ ): أن خسائر شركات التكنولوجية اليهودية في الولايات المتحدة بلغت منذ بداية المقاطعة ( 20 ) مليار دولار!.
كما أكدت بعض المصادر أن بعض الشركات اليهودية والأمريكية قد انخفضت مبيعاتها في مصر إلى ( 80% )!، - لله درُّك يا مصر -.
وقبل هذا؛ أحببنا نذكر فتوى مهمةً في وجوب مقاطعة منتجات اليهود وأمريكة وغيرهم ممَّن لهم يدٌ في مساندة اليهود:
وهي لفضيلة شيخنا العلامة عبد الله بن جبرين حفظه الله:
نصُّ السؤال: لا يخفى عليكم ما يتعرض له إخواننا الفلسطينيين في الأرض المقدسة من قتل واضطهاد من قبل العدو الصهيوني، ولا شك أن اليهود لم يمتلكوا ما امتلكوا من سلاح وعدة إلا بموازرة من الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا، والمسلم حينما يرى ما يتعرض له إخواننا لا يجد سبيلاً لنصرة إخوانه وخذلان أعدائهم إلا بالدعاء للمسلمين بالنصر والتمكين، وعلى الأعداء بالذلة والهزيمة، ويرى بعض الغيورين أنه ينبغي لنصرة المسلمين أن تقاطع منتجات إسرائيل وأمريكا، فهل يؤجر المسلم إذا قاطع تلك المنتجات بنية العداء للكافرين وإضعاف اقتصادهم؟
وما هو توجيهكم حفظكم الله.
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... وبعد:
يجب على المسلمين عموماً التعاون على البر والتقوى ومساعدة المسلمين في كل مكان بما يكفل لهم ظهورهم وتمكنهم في البلاد وإظهار شعائر الدين وعملهم بتعاليم الإسلام وتطبيقه للأحكام الدينية وإقامة الحدود والعمل بتعاليم الدين وبما يكون سبباً في نصرهم على القوم الكافرين من اليهود والنصارى، فيبذل جهده في جهاد أعداء الله بكل ما يستطيعه؛ فقد ورد في الحديث: « جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم »
فيجب على المسلمين مساعدة المجاهدين بكل ما يستطيعونه من القدرة، وعليهم أيضاً أن يفعلوا كلَّ ما فيه إضعافٌ للكفار أعداء الدين، فلا يستعملونهم كعمال للأجرة كتَّاباً أو حُساباً أو مهندسين أو خُداماً بأي نوع من الخدمة التي فيها إقرار لهم وتمكين لهم بحيث يكتسحون أموال المؤمنين ويُعادون بها المسلمين، وهكذا أيضاً على المسلمين أن يُقاطعوا جميع الكفار بترك التعامل معهم وبترك شراء منتجاتهم سواء كانت نافعة كالسيارات والملابس وغيرها أو ضارة كالدخان بنيَّة العداء للكفار وإضعاف قوتهم وترك ترويج بضائعهم، ففي ذلك إضعاف لاقتصادهم مما يكون سبباً في ذُلهم وإهانتهم، والله أعلم. قاله وأملاه:
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
27/7/1421هـ
ويقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله -: " فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبْيَنَ من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ".
وما أجمل تلك العبارة التي سطرها أبو الوفاء بن عقيل - رحمه الله - قائلا: " إذا أردت أن تعرف محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، وإنما انظر إلى مواطئتهم أعداء الشريعة، عاش ابن الرَّاوندي والمعرِّي عليهم لعائن الله ينظمون وينثرون كفرا ... وعاشوا سنين، وعظمت قبورهم، واشتريت مصنفاتهم، وهذا يدل على برود الدين في القلب ".
فإذا تقرَّر ذلك أخي المسلم الكريم كان لنا أن نوقفك على بعض المنتجات اليهودية والأمريكية وغيرها من الدول التي تعين يهود!؛ كي تستبنَ لك طريق المجرمين.
لا شكَّ أنَّ الشركات والمنتجات اليهودية والأمريكية كثيرةٌ جداً؛ لا يحصيها عادٌّ، ولا يسعُها كتابٌ؛ بل لا أبالغ لو قُلتُ أنَّ أحداً من الناس لو أراد أن يقيِّدَ كلَّ سلعةٍ يهودية، أو أمريكية لخرج بمجلَّدات ضخمة!، لأجل هذا وذاك؛ كان من المناسب أن نذكرَ ضابطاً يجمعُ لنا كلَّ سلعةٍ يهودية، أو أمريكية، اختصاراً للوقت، وحفظاً للبحث.
فأقول: إنَّ كلَّ سلعةٍ يهوديةٍ، أو أمريكيةٍ يجب مقاطعتها ، ويدلُّك على هذا ما يلي:
1ـ إذا كان مكتوبٌ عليها: " صُنعُ أمريكة "، أو: USA.
2ـ إذا كانت هذه السلعة مبدوءةٌ بمجموعة أرقام تأتي تحت شكل أعمدة، الرقمُ الأول منها يرمزُ إلى الدولة، فرقم أمريكة هو ( 0 )، ورقم بريطانية هو ( )، ورقم فرنسا هو (3)، وهكذا.
ـ قد يرد سؤال بأنه إذا لم أجد بديل للمنتج الأمريكي فما الحلُّ؟.
الجواب: عليك حينئذٍ استخدامه في أضيق الحدود، مع السعي الدؤوب لإيجاد البديل، والتجربة اليابانية خير شاهد للعيان في هذا المجال، كما لنا أن نعْتَبِرَ أيضاً أنَّ المُنتجَ الذي نودُّ مقاطعته مُنتجاً قد انتهت صلاحيته؛ وَلْيَكُن!.
الحَلُّ السَّابعُ: التبرعات المالية، وهذا لا شك أنه من الحلول المهمة؛ كيف لا؛ والله تعالى أمرنا بالإنفاق في سبيله في غير آية؛ بل قدَّمه تعالى على النفسِ في سبعِ مواضعَ من القرآن، وفي هذا دليلٌ على أهمية الإنفاق بالمال في سبيل الله تعالى.
فإذا كان الإنفاقُ في سبيل الله تعالى بهذه الدرجةِ الكبيرة من الأهمية؛ إلاَّ أنَّه أصبح هذه الأيام – للأسف – من الأمورِ التي تحتاجُ إلى تأملٍ، وتريُّثٍ!؛ كلُّ هذا إذا علمنا أن كثيراً من الذين يُنادون بجمع التبرعات جهاتٌ مشبوهةٌ ليسوا محلاً للأمانة، ولا أهلاً لهذا !، فكان الواجبُ علينا أن نَتمهَّل في هذه المسألة رويداً.
لذا؛ أرى من الواجب على المسلمين أن يجتهدوا في البحث عن الأيدي الأمينة التي تأخذ أموالهم، والجهاتِ المرضيةِ التي تجمع تبرعاِتهم؛ لأنَّ كثيراً من هذه الجهاتِ تعتبرُ مؤسَّساتٌ سياسيةٌ انتهازيةٌ!؛ تَعرِفُ كيف تحرِّك مشاعرَ المسلمين في الأوقات العصيبة، وكيف تثيرُ جُودَهم وكرمَهم؛ حتى إذا حازت على تلكم الأموال قامت بوضعها في مصالحها السياسية!!.
الحَلُّ الثَّامنُ: وهذا الحلُّ يُعتبرُ الميزانُ الذي نَزِنُ به جميعَ الحلول التي مضت آنفا؛ لأن أغلبَ الحلولِ المذكورةِ لا يستطيع النَّفرُ القليلُ منَّا أن يقوموا بها، فكان لا بدَّ إذاً من مرجعيةٍ ذاتِ ثقةٍ نستطيع من خلالها أن ننطلقَ في توظيفِ هذه الحلول على أرض الواقع.
لذا؛ كان من الواجب على المسلمين هذه الأيام أن يقفوا قليلاً مع أنفسهم، وأن يُراجعوا حساباتِهم يوم زادت بينهم الشُّقَّة، وكَثُر الخلاف فيهم، وذهبت ريحُهم؛ حتى لم يَعُدْ لهم بين أعدائهم هيبةٌ، ولا قوَّةٌ!، فمن هنا كان يجبُ علينا جميعاً أن تجتمع كلمتُنا، وأن تتوحَّد صفوفُنا، وأن يكن لنا مرجعيةٌ علميةٌ أمينةٌ.
في حين أننا لا نشكُّ طرفة عين؛ أنَّ جهوداً كبيرةً، وأموالاً كثيرةً قد بُذِلت وقُدِّمت على أرض الواقع من أبناء المسلمين؛ إلاَّ أنها لم تُؤتِ أُكُلُها كما ينبغي لها!؛ كلُّ هذا لمَّا غابت بيننا المرجعيةُ العلميةُ الأمينةُ!، هذا إذا علمنا أنَّ الواقعَ هذه الأيام يحتاج إلى ترتيبٍ، وتنظيرٍ، وتنظيمٍ للجهود والأفكار؛ حتى نكون بعدئذٍ قوةً رهيبةً نستطيع أن نقابلَ بها أعداءَنا الذين ما بلغوا منَّا هذا الشَّر والعداء إلاَّ يوم آمَنُوا بأهميَّةِ تنظيم الجهود، وتنصيبِ مرجعيةٍ لها هيبتُها بينهم!.
فكان علينا بعد هذا أن نَلْتفَّ حول علمائنا؛ لا سيما الذين رُزقوا علماً في الشريعةِ، وفَهماً للواقع ممَّن شهد الواقع بصدقهم، وبلائهم في الدِّين، وأن لا نقطع أمراً دونهم؛ لا لشيء!؛ ولكن توحيداً للجهود، وتنظيماً للأدوار.
الحَلُّ التَّاسِعُ: وهو من أوسعها؛ بل إخالك تحسبه من تتمَّةِ الرسالةِ، وواجبها على قارئها، وذلك بفتح الباب على مِصْراعَيْه لكلِّ مسلمٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجتهدَ في طرحِ ووضعِ الحلولِ الإسلامية التي يراها مناسبةً للخروج بالأمة الإسلامية عامةً، وفلسطين خاصةً من هذه الأزمات، والنكبات، والضعف، والهوان، والجهل؛ كلُّ هذا إبراءً للذِّمةِ ومعذرةً إلى الله تعالى.
لأجل هذا كان من الواجب على من قرأ هذه الرسالة أن يُراعي ما يلي:
ـ أن يسعى حثيثاً في البحث عن الحلول الشرعية المناسبة التي يراها تخدم الأمة الإسلامية، والانصراف عن تلكم الاستنكارات السياسية، والتحليلات الإخبارية المُغْرِقَة.
ـ وبعد بحثه عن الحلول الشرعية التي يراها مُنَاسبةَ؛ يجب عليه بعدئذٍ أن يعرضها على أهلِ العلمِ لإبداء رأيهم فيها؛ حتى لا نَقَعَ في خطأٍ شرعي من حيثُ لا ندري؛ فعندها – لا سمح الله - ستحتاجُ حلولُنا إلى حلولٍ وهكذا!.
ـ أن يُبلِّغ ما يراهُ حقاً من هذه الرسالة إلى من يراه من المسلمين؛ وأخص منهم العلماء، وطلبة العلم.
والحمدُ لله رَبِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على عبدِه ورسولِه الأمين
صيد الفوائد
رد: هل المفاوضات هى الحل الوحيد للقضيه
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة ويا ريت الناس تفوق من الغيبوبة اللي وضعتنا فيه حكوماتنا
استشهادية- عضو ممتاز
- عدد الرسائل : 162
تاريخ التسجيل : 08/03/2008
رد: هل المفاوضات هى الحل الوحيد للقضيه
موضوع جميل وبه الكثير من الحقائق اللتى يجب علينا فعلا اتباعها لكن اين هم فللاسف اصبحت شعوبنا من التابعين للامبالاة وعدم الاكتراث وكانهم فى كوكب اخر اللهم نسئلك الصحوه والوحده تحت رايه لا اله الا الله محمد رسول الله شكرا لك على هذا الموضوع وبارك الله بكم وبنا وبالمسلمين اجمعين
رجاا- عضو ممتاز
- عدد الرسائل : 126
تاريخ التسجيل : 04/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس مايو 03, 2012 2:23 pm من طرف عبد سلام
» ادعيه واحاديث
الأربعاء مايو 02, 2012 10:58 pm من طرف عبد سلام
» صوره حلوه اوي ادخل شوف يللا
الأربعاء مايو 02, 2012 10:49 pm من طرف عبد سلام
» ISLAMIC PICTURES 1
الأربعاء مايو 02, 2012 10:38 pm من طرف عبد سلام
» صور متعلقه بالنبي عليه الصلاه والسلام
الأربعاء مايو 02, 2012 10:24 pm من طرف عبد سلام
» لازم تعجبك
الأربعاء مايو 02, 2012 10:21 pm من طرف عبد سلام
» صور الكهف(أصحاب الكهف)
الأربعاء مايو 02, 2012 10:07 pm من طرف عبد سلام
» برنامج سويتش سنيفر عملاق التحكم في الشبكات وسرعة النت
الأحد مارس 04, 2012 5:22 pm من طرف rashedfouda
» شرح
الجمعة يونيو 24, 2011 11:31 pm من طرف زائر
» لو مخنوق من حد...قوله القصه دي
الجمعة فبراير 18, 2011 4:59 pm من طرف Posey
» شات بين أبو لهب مع أبوجهل
السبت أكتوبر 16, 2010 3:42 pm من طرف الفهد الاسود
» مفاجآت في رمضان
الجمعة يوليو 23, 2010 5:40 am من طرف سهيل المصري
» فعلا....شئ غريب!!!!
الثلاثاء مايو 11, 2010 3:50 pm من طرف سهيل المصري
» المصحف الالكترونى كامل ومجود + دعاء ختم القراّن الكريم + اركان الاسلام بمساحة 55 ميجا و على اكثر من سيرفر
الإثنين مايو 10, 2010 6:29 am من طرف سهيل المصري
» اسطوانة السيرة النبوية
الأحد مايو 09, 2010 1:43 pm من طرف سهيل المصري
» اسطوانة انا لازم اتغير (must change)
السبت مايو 08, 2010 3:05 pm من طرف جنة الرحمن
» حكاية عروسه مع عدسات العين
الأحد مايو 02, 2010 1:07 am من طرف زائر
» فيديو من إنتاجي أرجو أن يحوز على إعجابكم
الأحد مارس 07, 2010 4:39 pm من طرف استشهادية
» برنامج جميل لقياس سرعة النت
الإثنين نوفمبر 30, 2009 1:31 am من طرف yasser saad
» صور انهيار في باطن الارض (سبحان الله)
الجمعة نوفمبر 27, 2009 1:46 pm من طرف حمدي